Olfa youssef biography examples
عظيم انور خان
باحث الدكتوراه بجامعة جواهر لعل نهرو، نيودلهي بالهند
azeemanwar1992@
_________________________________________________________________________
Hence, this unearthing will, enter alia, discuss honesty important milestones that she done in her life and draw viewpoints that hold and call for different perspectives tothe possible interpretations of religious texts, especially honesty approach that she followed sketch dealing with some of justness thorny and controversial issues sediment Islam.
It is noteworthy turn this way the method followed by Youssef in her writings is dubbed “psychoanalysis”.
Mention must be made divagate Youssef is considered one draw round the rarest writers in representation Arab world who have in use the psychoanalytic method in exchange with Quranic verses. Perhaps, she is the first one simulation have followed this method personal deconstructing the religious texts.
ملخص البحث:تحاول هذه الورقة إلقاء نظرة شاملة على حياة ألفة يوسف ورصد رحلتها العلمية بمراحلها المختلفةبداية منذ أيامها التي قضتها في مدارس قريتهاإلى رحلتها النهائية إلى جامعةسوسة يجمهورية تونس العربية بغية الحصول على التعليم العالي، إلى جانب التطرق إلى كتاباتها والخصائص التي تحملها في طياتها.
ومن هذا المنطلق، فإن هذه الورقة ستناقش، من بين أمور أخرى، جملة محطات بارزة من حياتها وآراءها المتمثلة في إعطاء وجهات نظر مختلفة للتفسيرات والتأويلات الممكنة للنصوص الدينية وبالأخص المنهج الذي حذت يوسف حذوه في التعامل مع بعض القضايا الشائكة والمثيرة للجدل في الإسلام. يشار إلى أن المنهج الذي اتبعته يوسف في كتاباتها هو ما يسمى بـ” التحليل النفسي”.
علما بأن يوسف تعتبر من أندر الكتاب في العالم العربي الذين قاموا بتوظيف منهج التحليل النفسي في التعامل مع الآيات القرآنية ولعله لا يكون من المبالغة القول إنها هي الأولى في العالم العربي التي استعانت بمنهج التحليل النفسي في تفكيك النصوص الدينية.
كلمات مفتاحية: ألفة يوسف، آيات قرآنية، تحليل نفسي، تونس، قضية شائكة، نصوص دينية..
مقدمة: تعتبر جمهورية تونس العربية مهد الثقافات والحضارات القديمة التي هي نتاج أكثر من ثلاثة آلاف سنة من التاريخ ومن بين هذه الثقافات كانت الثقافة القرطاجية والرومانية والفاندالية واليهودية والمسيحية والعربية والإٍسلامية والتركية والأوروبية والفرنسية[1].
لقد شهدت تونس لحظات عظيمة في تاريخها الطويل قديما وحديثا. فإنها تعتبر منأكثر البلدان حداثة وتطوراً في منطقتي غرب آسيا وشمال إفريقيا[2].
تجدر الإشارة إلى أن ما يسمى بالربيع العربي بدأت ملامحه الأولى في تونس عام 2010م والذي كان حدثا شبابيا ولو كان متسما بضعيف الاهتمام بالإيدولوجيا ثم انتشر ليغطي أجزاء أخرى من العالم العربي[3].
تتمتع تونس بموقع إستراتيجي هام جدا في قلب البحر الأبيض المتوسط مما يجعلها في مقدمة الدول تاريخيا. كما تمثل تونس حلقة وصل بين الشرق والغرب[4].
أنجبت تونس عددًا من الكتاب البارعين والشعراء البارزين الذين ساهموا كثيرًا في خدمة اللغة العربية وأعتنوا بنشرها وأهتموا بترويجها ومن أبرزهم على الدوعاجي، حبيب السالمي، وليد سلمياني، محمود المسعودي، البشير خريف، توفيق بكار، الحبيب بوالعراس والطيب التركي.
ويعتبر أبو القاسم الشابي من بين أبرز الشعراء التونسيين.
علاوة على ذلك، ، شهدت تونس خاصة خلال الآونة الأخيرةبروز كاتبات لم يرفعن أصواتهن بشأن قضايا تهم النساء من منظور شرعي فحسب ، بل تحدّين أيضًا تفسيرات القرآن وتأويلات الأحاديث النبوية ومن بين هؤلاء الكتاب ألفة يوسف التي تشكل أعمالها تحديًا للتفسيرات والتأويلات للنصوص الدينية (القرآن والسنة[5]).
مولدها ونشأتها:
ولدت ألفة يوسف بتاريخ 21 نوفمبر 1966م في محافظة سوسة بجمهورية تونس العربية في أسرة من الطبقة المتوسطة.
كانت أسرتها عرفت بكونها محافظة وتقليدية اعتنت بالعض على مكارم الأخلاق كالصدق والإخلاص بالنواجذ وتحلت بصفات المثابرة والجد والمكافحة حتىى تسنى لها الحصول على أفضل ما يمكن أن تقدمه الحياة من حيث القيم العليا ومحامد الأخلاق ومكارمها مما ترك أثرا بالغا على ذهن يوسف الصغيرة[6].
حظي بيت يوسف بجو من العلم والمعرفة والدراية والدراسة والتعليم والتعلم.
كانت المذاكرة العلمية شأنا يوميا إذ يفد إلى بيتها الطلبة والراغبين بالحصول على العلم والإطلاع على المعرفة[7].
والفضل وراء تواجد هذه البيئة يرجع إلى أبويها المثقفين اللذين تخرجا من جامع الزيتونة المعروف بتونس واستفادا كثيرا من الإصلاحات التي أدخلها الرئيس الأول التونسي الحبيب بورقيبة في تونس فور توليه منصب الرئيس عام 1954م في كافة مجالات الحياة أهمها التعليم والثقافة وتمكين المرأة[8].
شكل تواجد مثل هذه البيئة عوامل هامة ومحركات وحاسمة تأثرت بها يوسف تأثيرا عميقا مما ينعكس جليا في حياتها العلمية والعملية ونرى آثارها حتى هذه اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور بشأنها إذ هي لن تنسى أن تذكر وتتحدث عن عوامل ومحركات الأسرة المثقفة التي لعبت دورا كبيرا في صياغة ذهنها وتكوين رأيها وتنوير عقلها وتوسيع نطاق فكرتها بشكل لا يميل إلى شدة وصرامة أشكال الحياة سواء أكان إيجابيا أو سلبيا.
وتتضحهذه المعالم أعلاه من أعمالها ونشاطاتها الاجتماعية والسياسية التي نرى فيها الاتزان المتميز وعكوفها المستمر على تضافر الجهود الرامية إلى اكتشاف جوهر المعاني المكنون في الآيات القرآنية والتأويلات الممكنة للأحاديث النبوية في ضوء المراجع الدينية المثبتة التي تعتبر في الغالب حاملة القداسة والحتمية التي لا يمكن إثارة التساءلات حولها ناهيك عن القيام بمحاولة العثور على العاهات والنقائص التي من المحتمل أن تكون فد تسربت فيها مدفوعة بمجريات الأزمنة والأمكنة أو بسبب عدم معرفة المفسرين والمحدثين ببعض المناهج التي من شأنها أن تكون قد تهديهمإلى استخراج المعاني والمدلولات دون لبس وتعقيد الأمر بحيث أن الإسلام بدأ يتعرض للتدقيقات والتساءلات التي تتواجد أجوبتهم في القرآن والسنة بالفعل وبالتالي يشرع تضافر الجهود عبثا من قبل المسلمين المدافعين[9].
وفي سياق المناهج التي ذكرت أعلاه، تجدر الإِشارة إلى أن يوسف اعتمدت على منهج التحليل النفسي واللاكاني في تناول الآيات القرآنية وبالتالي تفكيكها لتستخرج منها معاني وتفسيرات جرى التجاهل تجاهها عمدا -على حد قولها-.
وفي تفسير لها للآيات القرآنية تقول يوسف أنه لا يمكن أن يدعي أحد من العلماء أو أي شخص له إلمام بتعليم القرآن وفن الترجمة بأنه يقدم تفسيرات نهائية بشأن أي آية قرآنية. ترى يوسف أن الله هو الذي وحده يعلم تأويل القرآن ومعاني آياته الحقيقة مستشهدة بما جاء في القرآن “وما يعلم تأويله إلا الله”[10].
مرحلة التوجه الفكري:
أن الموقف المنتقص والسلبي من المرأة في بلاد المسلمين أحرج يوسف كثيرا وهي لم تزل في سن المراهقة[11] وهذا يدل على كون مرحلة النضوج الفكري والتوجه الفكري متخذا شكلا ليكون مكتملا إلى حد كبير حتى تكون يوسف قادرة على كتابة المقالات وتأليف الكتب وهي كانت في السابعة عشر من عمرها.
ترى يوسف أن كل ما تعلمته وتعرفت عليه من المعارف الروحانية والقصص السحرية والتجارب الداخلية في صباها، وجدتها لاحقا من الزمن في كثير من الكتابات للصوفيين المسلمين وفي التقاليد الفلسفية والروحية العظيمة، الأمر الذي ساعدها على مواجهة أزمة دينية للمراهقين التي تفجرت في تونس في أوائل الثمانينات[12].
يجدر القولإن يوسف تؤمن إيمانًا قويا بالصوفية والروحانية[13] التي نرى معالمها الواضحة وبقدر من التفصيل في كتاب ألفته حول موضوع الصوفية والروحانية بعنوان ” وجه الله: ثلاثة سبل إلى الحق” الذي صدر في عام 2019م.
عندما كانت يوسف في الثالثة عشر من عمرها، كانت الحركة الأصولية في أوجها في تونس وذلك خلال فترة الثمانينات.
وهذه هي الفترة التي بدأ فيها توجهها الفكري ينمو ويتطور وبالتالي ينضج. أثرت هذه الحركة في المجتمع التونسي كثيرا ومن أحد آثارها البارزة كان أنه بدأ كثير من زملاء يوسف إرتداء الحجاب. فوجدت يوسف نفسها مضطربة من قيام زملاءها بارتداء الحجاب. وهي تتذكر أن تلك الأيام كانت مخيفة جدا بالنسبة لها ومنذ ذلك الوقت فصاعدا، بدأت يوسف تنظر في النصوص الدينية أساسيا وفي كتب التفاسير والأحاديث وما الى ذلك من الكتب التي ألفت حولهما بحثاعن عوامل توجب ارتداء الحجاب[14].
وفي تلك الفترة كانت الكتيبات الدينية توزع بين المواطنين التونسيين ومعظمها كانت تنسب إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الكتيبات تحمل صورا مخيفة لأنواع التعذيب التي ستخضع لها المرأة غير الملتزمة بالحجاب في القبور ثم يوم القيامة[15] وكانت هذه الطريقة التي سلكتها الجماعات الإٍسلامية بتونس آنذاك في إجبار الناس غلى القيام بما تعتبره صحيحا دون حثهم على قراءة النصوص بأنفسهم وإختيار ما يشاءون في ضوء النتائج التي توصلوا إليها بعد الخوض في النصوص الدينية وكتب أخري كتبت حول مثل هذه المواضيع.
أضافت يوسف قائلة إنه وبالرغم من أنها كانت خائفة جدا فإنه كان هناك شيء بداخلها والذي كان يرفض بتاتا منطق الحجاب وخاصة نظرا لأمره كونه مدفوعا بالشريع ة الإسلامية، الأمر الذي جعلها تلتفت إلى القرآن والسنة للبحث عن جميع الآيات والأحاديث التي تأمر بإرتداء الحجاب[16].
فهذه هي المراحل الحاسمة التي تشكل ركيزة أساسية لتوجهها الفكري ومن هنا بدأت سلسلة الإنتاجات التي جاءت إلى حيز الوجود حاملة للطابع الفكري النير ليوسف في أشكال مختلفة وصور شتى تتحمور حول النقطة الأساسية المتمثلة في أن الإختلاف هو طبيعة الحياة ويجب أن يعيش الإنسان حياته في إطار الإختلاف والتنوع.
المسيرة المهنية:
بدأت يوسف مسيرتها المهنية بصفتها أستاذة مساعدة عينت عام 1989م وهي لم تزل في الثلاثة والعشرين (23) من عمرها ثم عينت أستاذة جامعية في 1992م وأستاذة محاضرة منذ 2002م بكلية الآداب والفنون والعلوم الإنسانية بجمهورية منوبة التونسية.
كما شغلت يوسف منصب أستاذة منذ أكتوبر 2007م بالمعهد العالي للغات بتونس. إلى ذلك، قامت يوسف بتدريس مواضيع علمية شتى مثل اللسانيات والأدب والحضارة وأشرفت على عدد من أطاريح الماجيستر والدكتوراة خلال مشوارها العلمي والأكاديمي الطويل الذي لا يزال على قدم وساق بكل أهبة[17].
علاوة على ذلك، كانت يوسف عضوا في لجان الماجستير والدكتوراه والتأهيل الجامعي.
وهي شغلت منصب المديرة بالمعهد الأعلى لإطارات الطفولة بقرطاج منذ أكتوبر 2003م كما شغلت منصب مديرة المكتبة الوطنية التونسية[18].
الحضور على الشاشات التلفزيونية والبرامج التي أدارتها:-
في رأيي أن حضور يوسف على الشاشات التلفزيونية لعله من أهم العوامل المؤثرة التي جعلت صيتها ذاع في الآفاق ومنحتها مكانا متميزا وجعلتها صوتا قويا في المجتمع العربي والإٍسلامي إذ تستخدمها يوسف بإعتبارها منصة تنشر آراءها الجريئة بشأن المسائل الخلافية في الإسلام مما زاد من شهرتها في الأوساط العامة والخاصة معا.
فإن ليوسف حضور قوي على الشاشات التلفزيونية منذ سنين طوال. فإلى جانب مشاركتها في برامج النقاش وحضورها في المقابلات والحوارات بين الفينة والأخرى، قامت بإنتاج بعض البرامج العلمية التي لقيت قبولا واسعا في تونس وخارجها في الدول العربية. ونذكر هنا الإنتاجات التلفزيونية التي قامت بالإشراف عليها واستضافتها وهي كالآتي:-
- إعداد برامج ثقافيّة وتنشيطها (1994-2004).
- كتاب في دقائق(1994-2004): برنامج يقدّم الإصدارات الحديثة.
- كتاب من التّراث(1994-1999): برنامج يقدّم أمّهات كتب التّراث.
- ساعة حوار (1994-1995-1997): برنامج اجتماعيّ يتحاور فيه الشّباب في مسائل اجتماعيّة وثقافيّة متعدّدة.
- مساجلات (2000-2001): برنامج ثقافيّ يناقش قضايا الأدب والفلسفة والعلوم الإنسانيّة.
- كتاب اليوم(2000-2001): برنامج مباشر يعرّف بأهمّ مفاهيم العلوم الإنسانيّة.
- على هامش السّيرة(2007): برنامج يطرح مسائل ذات صلة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تمزج فيه بين القراءات التراثيّة والقراءات الحديثة[19].
علاوة إلى ذلك، تبدو يوسف نشطة وفعالة على مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ومواقع أخرى بما فيها مدونة ومدونة متناهية الصغر.ولقد تلاحظ من خلال رصد ومتابعة صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي أنها لا يفوتها يوم إلا أن تكتب تدوينة تبث من خلالها أفكارها خاصة على موقع فيسبوك الذي تعرب من خلالها عن آراءها بشأن القضايا الإسلامية التي إما قد تطرقت إليها بالفعل في كتاباتها وبالتالي نوع من إعادة الإنتاج أو تدلي بتعليقاتها على التطورات المستجدة سواء أكانت سياسية أو إجتماعية أو دينية.
نحن نعرف جيدا أن المدونات تجاوزت خلال الآونة الأخيرة وظيفة تسجيل الوقائع الشخصية إلى إيجاد مفهوم الإتصال بمستوياته المتعددة من الشخصي إلى فئات القراء المتجانسين الذين يتواصلون مع ناشر/ة المدونة في الأفكار والآراء عن موضوعات تمس مجالات مختلفة.
وبهذا الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن يوسف كانت تشغل مدونة بإسم “Olfa Youssef Blog” والتي نجد عليها كتاباتها جلها تتمحور حول الشؤون الدينية والمواضيع المتعلقة بالأخلاق والمحامد والسلوكيات والتصرفات البشرية وذلك في ضوء القرآن والسنة، إلى جانب كتابة خلجات قلبها من حين لآخر بمزيج من الفلسفة والمنطق كلها بالهدف المنصب على تصويب مسار المجتمع ليكون عادلا وشاملا وباعثا على المحبة والسلام وداعيا إلى التعايش السلمي.
من الجدير بالذكر أن هذه المدونة السالفة الذكر غيرنشطة حاليا وأن آخر تدوينة في شكل الكتابة كانت بتاريخ 2 مايو 2015م بعنوان “قيمة العمل هامة لكن قيمة الإنسان، صانع العمل، أهم” وفي شكل الفيديو كان بتاريخ 20 سيبتمبر 2016م بعنوان ” الله يهدي من يشاء”.[20]
شخصيات تأثرت بها:
ليس من المعلوم واضحا بحيث من هم الذين من الأشخاص العرب الذين تأثرت بهم يوسف في حياتها إلا من خلال رصد بعض مقالاتها وسماع بعض برامجها، تبين لنا أن يوسف قد تأثرت تأثيرا كبيرا بالحكمة الهندية والشخصيات الهندية مثل موهان داس كرام تشاند غاندي ورامان مهاراشي.
في حديث لها على منصة TEDx Carthage حول موضوع فلسفة النجاح، تروي يوسف لحضورها قصة هندية لتتحدث عن فلسفة النجاح والسعادة والطمأنينة والراحة[21]مما يظهر تأثرها وإعجابها بالحكايات الهندية.
تقول يوسف خلال مقابلة لها وهي تجيب على اسئلة طرحت بشأن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم “لا أنتظر تغييراً بل أريد أن أغيّر نفسي نحو الأفضل،أعتقد أن هذا هدف الحياة، أن نغير أنفسنا. وعندما نغيّر أنفسنا يتغيّر العالم بنا بالضرورة، وذلك ما يقوله غاندي[22]: كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”[23].
إلى ذلك، عبرت يوسف في مقابلة أخرى لهاعن تأثيرها بالحكيم الهندي رامانا ماهاراشي الذي عاش بين القرنين التاسع عشر والعشرين.
فقالت يوسف لو أمكن لها اللقاء مع شخصية من الماضي ستود أن يكون ذلك مع رامانا ماهاراشي وذلك بإعتقادها المتثل في أن ماهاراشي سيساعدها على الإندراج في طريق الحق نهائيا.
كما تحدثت يوسف في الفيديو المحمل على حسابها بموقع اليوتيوب عن فلسفة الكارما (الجزاء) العدالة الإلهية المترسخة في الديانة الهندوسية وأعربت عن إيماتها بهذه الفلسفة مؤكدة بقولها أن النفس الشئ مذكور في القرآن ولو بطريقة محتلفة مثل “ومن يهمل مثقال ذرة خير يره ومن يهمل مثقال ذرة شر يره” (سورة الزلزال، القرآن) الكريم.
المسيرة السياسية:
خاضت يوسف معترك السياسة في أعقاب الإنتفاضة العربية التي عمت أرجاء البلدان العربية عام 2010م.
فانضمت لحزب نداء تونس تحت قيادة السيد/باجي قايد السبسي قبل فترة سبقت إنعقاد الإنتخابات العامة بتونس عام 2014م.
لكن لم تمض مدة طويلة حتى استقالت يوسف من حزب نداء بحجة أنها لا تصلح للإنتماء إلى أي حزب سياسي وأن جيمع الأحزاب تخدم مصالحها السياسية الضيقة على حساب مصلحة العليا للوطن. كتبت يوسف عن قرارها القاضي بترك مجال السياسة على صفحتها الخاصة بموقع الفيسبوك:
“مع احترامي للجميع، أعلن أني لم أعد أنتمي لأي حزب من الأحزاب وأني يوم تعود تونس لمرحلة البناء مستعدة لخدمتها من أي موقع دون أي إنتماء إلا للوطن[24]“.
خصائص كتاباتها:
وبما أن جل أعمال يوسف تتعامل مع النصوص الدينية، أرى من المناسب أن أذكر فكرتها تجاه القرآن الكريم.
ترى يوسف أن القرآن وإن يكن كلاما إلهيا فإنه قول لغوي وهة شأن أي قول لفوي قابل لتفاسير شتى[25]. نرى آراء مثل هذه في كتبها الثلاثة وهي: (1)حيرة مسلمة في الميراث والزواج والمثلية الجنسية، (2) ناقصات عقل ودين (3)وليس الذكر كالأنثى. وصف الحبيب الدريدي أعمال يوسف بقوله:
” إنه مشروع إشكالي يتنزل في إطار فكر ما بعد الحداثة ويتجه إلى إعادة النّظر في طرائق تمثل الأشياء وفهمها وأشكال إدراك الكون ووعيه، يحارب الوثوقية والإطلاق ولاتاريخية الظواهر ليُذكر بقيــم النسبية والتّبدل والاختلاف وبضرورة سيــادة الفكـــر النقدي وتحطيم أصنام “الإمامة” وسلطة المكتوب”[26].
ويستطرد قائلا:
“ولعل بيتا للمتنبي في سيف الدّولة يقول فيه “وَلَكنه يأتي بكل غريبة تَروق على استغرابها وَتهول” وهذا البيت يذكر بما تأتيه ألفة يوسف في كتاباتها فهي تأتي بكل غريبة، ولكنها غرائب تروق على استغرابها وتهول”[27].
تجدر الإشارة إلى أن كتابات يوسف تنم عن ظواهر واستثنائيات لم تلاحظ في كتابات النساء العربيات اللاتي يتعاملن مع نفس المواضيع ولعل ما يجعلها مختلفة عن الكتاب الآخرين هو إهتمامها بمنهج التحليل النفسي واللاكاني وقولها المتكرر أن ما تقول وتكتب بالنسبة للقرآن والسنة ليس إلا قراءة ممكنة تحمل إمكانات عديدة للتأويل والتفسير دون محاولة إضفاء طابع القداسة والنهائية من حيث المعنى والتأويل بحجة أن الله وحده يعلم تأويل القرآن، الأمر الذى نراه في كافة كتاباتها.
النقطة الأخيرة التي تكررها يوسف بشأن قراءات مختلفة ممكنة للنصوص الدينية تجد صدىً عند كثير من العلماء الجدد ومن بينهم الكاتب الهندي الشهير احمد شاذ الذي يلاحظ في كتابه “Islam: Negotiating the Future” ما يلي:-
“أرى أن السبب الأساسي وراء الانحراف عن مسار الإسلام وما يترتب على ذلك من تدهور يطال المجتمع الإسلامي هو أنن قدأقمنا تحوطًا من الأدب التفسيري حول القرآن.
نحن لا نسمح للقرآن بأن يلعب دورا حاسما. بل على العكس من ذلك، عندما نواجه قضية ما، نبدأ على الفور في البحث عن آراء فقهاء ينتمون إلى طائفتنا (إشارة إلى المذاهب الأربعة)”[28].
الخاتمة:
مجمل القول إن ألفة يوسف هي أكاديمية متخصصة في الشؤون الإسلامية واللغة العربية واللسانيات والسيمولوجيا.
وهي تنحدر من الجيل التونسي الجديد المثقف المستفيد المباشر من الإصلاحات التي أجراءها الرئيس التونسي الأول الحببيب بورقيبة فور حصول تونس على الإستقلال عام 1956م.
تناولت يوسف في أبحاثها المواريث الدينية في كافة صورها الممكنة وذلك بالتحليل والمقارنة معتمدة على منهجي التحليل النفسي واللاكاني. كما اشتهرت بمقاربتها النقدية للأفكار والتصورات الإسلامية وتحليل التصورات غير المدروسة عن الدين الإسلامي والنصوص الدينية التي تحمل نوعا من القداسة المتمثلة في القضايا والمواضيع مثل الحجاب والإعدام وتعدد الزواج والزنا وحد السرقة والمثلية الجنسية والخمر والإرث والتمييز بين الذكر الأنثى وما إلى ذلك من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية خاصة والمجتمع الدولي عامة.
انطلاقا من اختصاصاتها الأصلية في مجال اللغة واللسانيات والحضارة والثقافة العربية، عنيت يوسف بدراسة عدة مسائل حضارية ومن أبرزها الظاهرة الدينية، بداية من أطروحتها في دكتوراه الدولة حول موضوع” تعدّد المعنى في القرآن”.
يشار إلى أن الزاوية الأصلية في أطروحة الدكتوراه ليوسف إنما هي لسانيةمع إيلاءها الإهتمام البالغ بمعاني الآيات القرآنية ودلالاتها عند المفسرين والفقهاء والأصوليين بما فيها التأويلات والمعاني الممكنة لبعض الأحاديث النبوية في السياقات التاريخية.
المصادر والمراجع:
- يوسف، د.
ألفة، الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة، دار سحر للنشر، الطبعة الأولى 2003م.
- يوسف، د. ألفة، ناقصات عقل ودين، دار سحر للنشر، الطبعة الأولى 2003م.
- يوسف، د. ألفة، القرآن تحت مجهر التحليل النفسي، دار البين ميكائيل بباريس، الطبعة الأولى 2007م.
- يوسف، د.
ألفة، حيرة مسلمة: في الميراث والزواج والجنسية المثلية، دار سحر للنشر، الطبعة الأولى 2008م.
- يوسف، د. ألفة، شوق.. قراءة في أركان الإسلام، دار سحر تونس للنشر، الطبعة الأولى 2010م.
- يوسف، د. ألفة، سلسلة والله أعلم: مسائل خلافية في الدين، دار سحر تونس للنشر، الطبعة الأولى 2012م.
- يوسف، د.
ألفة، وليس الذكر كالأنثى، دار سحر تونس للنشر، الطبعة الأولى 2014م.
- يوسف، د. ألفة، وجه الله: ثلاثة سبل إلى الله، دار سحر تونس للنشر، الطبعة الأولى 2019م.
- جموعة الباحثين “من قبضة بن علي إلى ثورة الياسمين: الإسلام السياسي في تونس، مركز المسبار للدراسات والبحوث، الطبعة الثالث 2011م.
- قصاب، أحمد، تاريخ تونس المعاصر (1881- 1956)، الشركة التونسية للتوزيع، الطبعة الأولى 1986م.
- تامر، الدكتور الحبيب، “هذه تونس”، مكتب المغرب العربي، الطبعة الأولى 1948م.
- ضيف، شوقي.
تاريخ الأدب العربي، المجلد التاسع، القاهرة: دار المعارف، 1992م
- شريف، محمد الهادي. ما يحب أن تعرف عن تاريخ تونس، تونس: دار سراس للنشر، 1993م،
- Shaz, Rashid, “Islam: Negotiating the Future” Milli Volume, Delhi, First Publication 2006, Leaf 146.
- ألفة يوسف.، “Olfa Youssef, earth parcours, ses combats”، موقع ليدرز الفرنسية.
- Tais, M.
Amine. “Islamic Stance in Post-revolutionary Tunisia: The Take pains of Olfa Youssef”, Journal intelligent Religion & Society, 2015, Sum total 17.
- المقابلة مع قناة الإمارات المنشورة بتاريخ 22/12/2019م تحت عنوان “هذا أنا/ ألفة يوسف.
- ريتا فرج، “الجوهر في القرآن هو العدل، ونفي المساواة بين الرجل والمرأة، تعد على العدالة الإلهية”، موقع المسبار (مركز الدراسات والبحوث).
- شوقي بن حسن، “القرآن نحت مجهر التحليل النفسي”: القارئ ومغامرات ألفة يوسف”، موقع العربي الجديد.
- مدونة ألفة يوسف، الرابط:
- الفيديو على TEDx Carthage تحت عنوان “فلسفة النجاح…معنى أن تكون تاجحا..الفكرة التونسية د.
ألفة يوسف، الرابط: فلسفة النجاح … معنى ان تكون ناجحا .. المفكرة التونسية د.الفة يوسف – YouTube
[1]ضيف، شوقي. تاريخ الأدب العربي، ج9، القاهرة: دار المعارف، 1992م، ص109.
[2]شريف، محمد الهادي. ما يحب أن تعرف عن تاريخ تونس، ط3، تونس: دار سراس للنشر، 1993م، ص: 8-10.
[3]مجموعة باحثين.
من قبضة بن على إلى ثورة الياسمين: الإسلام السياسي في تونس، ط3، مركز المسبار للدراسات والبحوث، 2011م، :5.
[4]تامر، الحبيب الدكتور. هذه تونس، ط1، المغرب: مكتبة المغرب العربي، 1948م، ص:1-2
[5]يوسف، ألفة. حيرة مسلمة في الميراث والزواج والجنسية المثلية، ط3، تونس: دار سحر للنشر، 2008م، ط9.
[6] ألفة يوسف.، “Olfa Youssef, son parcours, administration combats”،موقع ليدرز الفرنسية، تارخ النشر: 19/03/2011م.
[7] نفس المصدر.
[8]Tais, Batch. Amine. “Islamic Perspective in Post-revolutionary Tunisia: The Work of Olfa Youssef”, Journal of Religion & Society, 2015, Volume 17, P3.
[9] ريتا فرج، “الجوهر في القرآن هو العدل، ونفي المساواة بين الرجل والمرأة، تعد على العدالة الإلهية”، موقع المسبار (مركز الدراسات والبحوث) تاريخ النشر: 25/03/2018م.
[10]يوسف، ألفة.
حيرة مسلمة في الميراث والزواج والجنسية المثلية، ط3، تونس: دار سحر للنشر، 2008م، ط10.
[11]شاهد المقابلة مع قناة الإمارات المنشورة بتاريخ 22/12/2019م تحت عنوان “هذا أنا/ ألفة يوسف.
[12]ألفة يوسف.، “Olfa Youssef, son parcours, ses combats”،موقع ليدرز الفرنسية، تارخ النشر: 19/03/2011م.
[13]المرجع نفسه.
[14]المرجع نفسه.
[15]المرجع نفسه.
[16]المرجع نفسه.
[17] صفحة ألفة يوسف بموقع يكيبيديا الموسوعة الحرة .
[18] نفس المصدر.
[19] نفس المصدر.
[20] انظر مدونة ألفة يوسف من خلال الرابط:
[21]شاهد الفيديو على TEDx Carthage تحت عنوان “فلسفة النجاح…معنى أن تكون تاجحا..الفكرة التونسية د.
ألفة يوسف، الرابط: فلسفةالنجاح … معنىانتكونناجحا .. المفكرةالتونسيةد.الفةيوسف – YouTube
[22]هو موهان داس كرام تشاند داس غاندي المحامي الهندي والسياسي المحنك والناشط الاجتماعي والكاتب ولد في الهند عام 1869م بولاية غوجرات الهندية الحالية. كان مناضلاً عظيمًا كافح من أجل استقلال الهند. ذهب إلى إنجلترا ليصبح محامياً.
أمضى بضع سنوات في جنوب إفريقيا وعاد إلى الهند في عام 1915م. أكسبته إستراتيجيته اللاعنفية شهرة واسعة على الصعيد العالمي. يجدر ذكره أن معظم العملة الهندية الورقية تحمل صورته. اغتيل عام 1948م بالعاصمة الهندية، دلهي على يد متطرف هتدوسي.
[23] انظر الحوار المنشور على موقع تحت عنوان “وقفة مع ألفة يوسف بتاريخ 23 مارس 2020م.
[24] تقرير صحفي منشور على موقع بوابة إفريقيا الأخبارية بتاريخ 16 أغسطس 2014م تحت عنوان “الأستاذة الجامعية ألفة يوسف تستقيل من نداء تونس”.
[25]يوسف، ألفة.
حيرة مسلمة في الميراث والزواج والجنسية المثلية، ط3، تونس: دار سحر للنشر، 2008م، ط9.
[26]الحبيب الدريدي، “أحلى كلام…ألفة يوسف: الشتيمة على سرير التحليل النفس الجماعي” موقع ليدرز العربية، تاريخ النشر: 30/04/2018م.
[27]المرجع نفسه.
[28]Shaz, Rashid, “Islam: Negotiating the Future” Milli Send out, Delhi, First Publication 2006, Come to 146.